مياه الفيضانات تغمر 490 مبنى في «ياقوتيا» الروسية وإجلاء السكان
بسبب ذوبان الجليد..
غمرت مياه الفيضانات، خلال ساعات، عدة قرى في منطقة ياقوتيا شمال روسيا، حيث أوضحت وزارة الطوارئ الروسية في حسابها على «تيليجرام» إن 490 مبنى سكنيًا وأكثر من 640 منطقة مجاورة غمرتها المياه.
وأشارت الوزارة إلى الاضطرار إلى إجلاء 465 شخصًا إلى مراكز إقامة مؤقتة، بسبب ذوبان الجليد وفقا لشبكة «يورو نيوز».
وفي هذا السياق، قال أحد السكان المحليين الذين اضطروا إلى الانتقال للإقامة في أحد هذه المراكز: «لم يكن لدينا الوقت لإخراج أغراضنا وسيارتنا، لم نأخذ معنا أي شيء».
وعلى الرغم من عدم ارتفاع منسوب المياه خلال الـ24 ساعة الماضية هناك، فإن المياه لا تزال تغمر مئات الأبنية، في حين يواصل عمال الطوارئ بناء السدود وتوفير الغذاء والماء للسكان الذين تقطعت بهم السبل.
ويشار إلى أن ياقوتيا تشغل نصف أراضي سيبيريا الغربية وكل أراضي سيبيريا الشرقية تقريبا.
ويقع الجزء الأكبر منها وراء دائرة القطب الشمالي، ومركزها الإداري هو مدينة ياقوتسك التي تبعد عن موسكو العاصمة مسافة حوالي 5 آلاف كيلومتر.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".